السياسيون و انهزامية الشعوب

يفتقد العرب عموما للثقة في النفس ، الأمر الذي يجعلهم يظنون أنهم لن يتقدموا في حياتهم نحو مستويات عيش متقدمة ، فتتكون في نفوسهم روح انهزامية تجعلهم يشككون حتى في مصادر رزق من هم اعلى مرتبة منهم , و يلصقوا بهم شبهات النهب و النصب ، فقط لأنهم لا يعرفون كيف يمكن التقدم ، لينكروا قطعيا وجود طرق شرعية لذلك !

هذه النقطة يستغلها كثير من السياسيين لخطف تعاطف الشعوب ، يكفي اتهام ذاك الغني بالنصب فتجد اطياف الشعب ينصرونك ، و يكفي ان تصف اوضاع البلد بالسوداوية فتسمع الامة العربية تخلد اسمك ... و الحذر كل الحذر ايها السياسي ، ان تمدح غنيا (حتى و إن كان يستحق) و الا تفقد مصداقيتك تحت وطأة النفاق ، و لا تتفاءل بمستقبل البلاد و الا كنت الكذاب بن كاذب الكذباني الذي يبيع الوهم للناس .

هذا النوع من السياسيين عباد الانتخابات لا نريدهم في بلداننا و ما اكثرهم .  نريد سياسيين يصفون الواقع كما هو و لا يخشون لائمة لائم ، و يعطون لكل ذي حق حقه ... و ما اقلهم . و هذا وضع طبيعي ، ليس لأنهم جميعا شياطين ، و لكن لأنه يوجد شياطين و لا يمكن للبقية أن تسمح لها بقيادة البلاد فيضطرون هم أيضا لنهج نفس الاسلوب لكسب تعاطف الشعب ... في النهاية الشعب يشعر بأنه مجرد لعبة يتنافسون عليها ، فيقرر الانسحاب دون ان تتغير قناعاته ، و تبقى اللعبة السياسية مستمرة بنفس منهاجها الفاسد !

اذن ليتغير الوضع ، لابد للشعب أن يفهم من هم الفاسدون و من هم المصلحون ، لابد ان يفهم لماذا تتخذ السلطة هذا القرار و ما خلفياته ... الشفافية هي وحدها الكفيلة باسترجاع ثقة المواطن ، ليكون على استعداد حينذاك للنقاش دون احكام مسبقة . و ما دام هناك سؤال واحد بلا جواب سيكون من الطبيعي التشكيك بنزاهة الجميع , فما بالكم بمئات الاسئلة المحيرة !!